القنيطرة منطقة آمنة في سوريا

CESD
August 4, 2017
0
ADVOCACY, DEMOCRACY, RESEARCH, SAFE ZONE IN SYRIA

تقع محافظة القنيطرة على الحدود السورية الاسرائيلية، وتعد مدينة “البعث” مركز المحافظة، وهي تقع تحت سلطة نظام الاسد، بينما اكثر من غالبية المحافظة بيد المعارضة السورية.

اسماء المدن والبلدات وفق التصنيف الحكومي السوري:

منطقة القنيطرة تتبع لها القرى التالية:

الحميدية- المنصورة- عين الحمراء- أم العظم- المشيرفة- الثلجيات- القطراني- بئر سيف- عين حور- العدنانية- عين زيوان- الدلوة- السنيسلة- الغسانية- عين عيشة- كفر نفاخ- العليقة الشمالية- العليقة الجنوبية- دبورة- نعران الغربية- نعران الشرقية- دير سراس- العوينات الشمالية- العوينات الجنوبية- القادرية- عين السمسم- دير الراهب- السنابر- الدورة- الفاخورة- علمين- مزيرعة- أبو فولة- القحطانية- الصمدانية الغربية- عسلية ومجامع- زميميرة- أحمدية- بئر عجم- الخالدية- القبو- جرابا- صيرة الخرفان- أم سدرة- جليبينة- دريجات- خويخة- الدردارة- الدلهمية- الرزانية- ضابية- السنديانة- عين القرّة- شقيف- سويهية- باب الهوى- عيون الحجل- كرز الطويل- الحجف- نخيلة- قصرين- البعث- رويحينة- زبيدة الشرقية- زبيدة الغربية- رسم الحلبي.

ناحية مسعدة وتضم القرى التالية:

مسعدة- جبب الميس- مجدل شمس- جباتا الزيت- بانياس- عين قنية- عين فيت- عين الدّيسة- زعورة- الغجر- شوقا الفوقا- شوقا التحتا- بقعاثا- واسط- سكيك- عيون السمك- النخيلة- العباسية- السماقة- عين التينة- الدرباشية- كريز الواوي- القلع- خربة البيضا- مغر شبعا- مويسة- الحصن: صيرة ذياب- المنشية- زبدين- نفيلة- رمتا- ربعا- الفرن- القنعبة (الظاهرية)- عين الطريق، المغير.

ناحية خان أرنبة وتضم القرى التالية:

خان أرنبة- عين النورية- نبع الفوار- العتم- الصمدانية الشرقية- الرقادية- العجرف- جباتا الخشب- جبا – حضر – عين التينة – القنيف – الصمود – سحيتا – مسحرة – أم باطنة – الرقاد الصغير – كرم النايم – القبو – طرنجة – ممتنة – أيوبة – نبع الصخر – عين الباشا – مجدولية – المربعات – كمونة – المنيطحات – كمونية – المنبطح – رسم القناة – كوم الباشا – جفعيت – رسم الطاحونة – رسم الخرار – الخالدية – المشيرفة – أم العظام – الحلس – أوفانية – الحرية – عين الدرب – رسم العبد – المشقق – المنصور – الصبح – الكوم – عين عيشة – كوم محيرس – السنديانة.

ناحية الخشنية وتضم القرى التالية:

الخشنية – بريقة – أم الدنانير – نعيمية كودنة – أبو قبيس – عين زيوان – رسم العبد – جويزة – عين وردة – الرمثانية – السلوقية – المشيرفة – مزرعة الشيخ حسين – الأصبح – قصيبة – طار الغزال – سويسة – الهجة – أبو غارة – القنافذ – رسم القطا – منشية السويسة – الدواية الكبيرة – الدواية الصغيرة – عين فريخة – الرفيد – رسم الحيران – الفحام – تنورية – دير مفضل – شبّا – نوانية – طيبة – نخيلة – مزرعة حميرة – مزرعة قلق – البطمية – دير قروح – ضابية – عامودية – الفرج – فزارة – المشتى – اليعربية – القصبية – العشة – قرقس – عين التينة – غدير البستان – المعلقة – أم اللوقس – البصالي – أبو تينة – عمرة اسبتة.

مدينة فيق وهي مركز المنطقة يتبعها القرى التالية:

كفر حارب – مزرعة عز الدين – مزرعة عيون – سكوفيا – شكوم – براك – العال – الياقوصة – الرجم – دبوسية – صفورية – خسفين.

مناطق الواقعة تحت سلطة النظام:

اهم المناطق التي لا تزال لليوم تحت سلطة نظام الاسد هي: (مدينة البعث، خان ارنبة، بلدة حضر، معسكر نبع الفوار، ومجموعة من التلال اهمها “تل الشعار، تل الكروم، تل الاحمر، تل البزاق) ويعد اللواء 90 احد اهم المقرات العسكرية التي يتحصن بها النظام.

لا يوجد احصاء دقيق يبرز تعداد السكان القاطنين في هذه المنطقة والسبب يعود لنزوح عدد كبير من السكان الموالين للاسد نحو هذه المناطق مما ضاعف اعداد السكان داخل هذه المناطق، ايضا ونتيجة الواقع العسكري المتشنج بين سوريا واسرائيل، سعى النظام السوري لنقل عدد كبير من قواته الى معسكرات تشرف على منطقة القنيطرة وبفعل انهيار مواقع النظام في العديد من القرى والبلدات اصبح اكبر تجمع للنظام في الجنوب ضمن لمنطقة المسماة “مثلث الموت في محافظة درعا، بالاضافة للواء 90 . بدورها المعارضة تقدر نسبة عدد السكان المقيمين داخل مناطق النظام بقرابة 20% من السكان.

حزب الله ومناطق النظام: سعى حزب الله التنظيم المصنف ارهابيا بجناحه العسكري، لدعم لنظام السوري الذي تهاوت دفاعاته عام 2012-2013 فارسل عدد كبير من مقاتليه، ليضافوا الى جناح مستشاريه العسكريين الذين سعوا سابقا لتدريب مقاتليين سوريين وفلسطينيين عى اسلوب حرب العصابات التي مارسه حزب الله في الجنوب اللبناني باشراف وتدريب رئيس الجناح العسكري للحزب “عماد مغنية”، الا ان عماد مغنية تم تصفيته داخل دمشق بعملية لم يعرف بعد منفذها، واجمالا مغنية كان متهما بعدة عمليات ارهابية نفذها في عدة مناطق حول العالم.

حاليا لا يزال هناك وجود قوي للحزب داخل اللواء 90 بالاضافة لانتشار اخر لهم داخل بلدة حضر ذات الغالبية الدرزية.

مليشيات الدفاع الوطني: وهي مليشيات تم تسليحها من قبل النظام للدفاع عن البلدات التي تقطنها، وفي البداية جرى جزها في المعارك الى جانب الجيش ضد المعارضة، ولكنها تعرضت لخسائر كبيرة مما دفع الاهالي لطلب ان تنحصر مهام ابنائهم في داخل قراهم، وهو ما تم حاليا.

مناطق سيطرة المعارضة:

كما اشرنا سابقا غالبية المحافظة تحت سلطة المعارضة، وقد سعى الاتلاف الوطني لمحاولة تشكيل مجلس عام لمحافظة القنيطرة ونجح بتسمية عدة محافظين ورؤساء بلديات كما اسس دار للعدل، الا ان عمل هذه الاجهزة لم يكن مستقرا بسبب غياب الانضباط بتقديم المساعدات المالية والاغاثية، وبسبب غياب تحقيق انضباط عسكري حقيقي في المحافظة.

لا ارقام دقيقة حول التعداد البشري الذي يسكن مناطق المعارضة ولكن ونتيجة كثافة النزوح لها من درعا وريف دمشق العدد يتجاوز 300 الف نسمة وبعض جهات المعارضة تقول ان العدد جاوز 400الف نسمة، غالبية اللاجئين اختاروا اقامة مخيمات لهم قرب الحدود الاسرائيلية السورية لقناعتهم بان هذه المنطقة تحت حماية الامم المتحدة، واحتمال اصابتها بالقذائف هو اقل من نظرائها على الارض السورية، عدد المخيمات في منطقة القنيطرة وصل الى 6 مخيمات، وجميع سكان هذه المخيمات يعانون من غياب الخدمات الرئيسية “الكهرباء، الماء، الاتصالات”. وغياب الخدمات لا يقتصر فقط على المخيمات بل يمتد لعموم القرى والبلدات، فالنظام دمر قسم من المدارس ضمن سياسة عقابية لعموم المناطق الثائرة ضده ، والمدارس التي لم تتدمر تم استخدامها من قبل النازحين كمراكز سكن.

تنتشر في المحافظة عدد كبير من التشكيلات المسلحة، لعل ابرزها: (جبهة انصار الاسلام، الوية ثوار سوريا، الوية الفرقان)

جبهة انصار الاسلام:

تأسست عام 2012 بزعامة “خالد الحبوس الملقب: ابو المجد الجولاني”، مدير المكتب السياسي: “ابو معاذ الاغا”.

ينتشر مقاتلي هذه الجبهة في دمشق وريفها وفي عموم الجبهة الجنوبية وتحديدا القنيطرة، يرغبون بنظام شرعي اسلامي يحكم سوريا

لديهم امكانيات دعم مالية جيدة وفرت لهم هيئة اغاثية اسلامية وعدة معاهد تعليمية تشجع على التعليم الشرعي الذي يحرض على الجهاد ضد النظام السوري. يتوقع ان الدعم الرئيسي لهذه الحركة قادم من قبل حركة الاخوان المسلمين “الطليعة المقاتلة”.

https://www.youtube.com/watch?v=6H_SniRyl8I

جبهة ثوار سوريا:

تأسست عام 2013 في مدينة ادلب بدعم من التحالف الدولي بقيادة “جمال معروف”، وحققت انتصارات كبيرة مما دفعها لتاسيس عدة افرع لها في حلب والجنوب السوري، الا ان هذه الحركة تعرضت لضربة موجعة عندما اصطدمت مع تنظيم النصرة الذي بادر بالتعاون مع جماعة جند الاقصى لمحاربتها بتهمة تعاملها مع الغرب وتمت تصفية الحركة في الشمال السوري، وبقي جناحها العسكري في الجنوب نشطا عبر تنسيقه مع غرفة الموك المدعومة من المجموعة اصدقاء سوريا.

بداية عام 2013 تعرضت قيادة الالوية لضربة موجعة عبر استهداف اربعة من ابرز قياديها في الجنوب لعملية تفجير ادت لتشتت جسمها القيادي، مما جعل ابرز جناح مسلح فيها “لواء سيف الله المسلول” الذي يتنشر في محيط القنيطرة وفي اطراف بلدة الشيخ مسكين “الوية صلاح الدين” في القسم لاوسط من محافظة القنيطرة،

https://www.youtube.com/watch?v=7-JUsx4o5zU

https://www.youtube.com/watch?v=wymofMPrnB0

الوية الفرقان:

يقودها “محمد الخطيب الملقب كلينتون” ويعد “صهيب ابو بحيى والملقب صهيب الرحيل” المتحدث باسم ألوية الفرقان.

وهذا لتشكيل على علاقة ممتازة مع حركة الاخوان المسلمين وله صلة مميزة مع الحكومة القطرية، وهو ينتشر في عموم المنطقة الجنوبية.

https://www.youtube.com/watch?v=OkQG7tNlO-Q

https://www.youtube.com/watch?v=JBcps4c3yNk

https://www.youtube.com/watch?v=g4fNc4HZAsk

لواء العز:

يقوده “ابو سليمان العز” وكان احد الفصائل العسكرية التابعة لتنظيم “الاتحاد الاسلامي لاجناد الشام” التي كانت تتلقى تمويلاتها من السعودية ثم اصبح تابعا “الوية سيف الاسلام” التي تتلقى تمويلاتها من قطر، وفعليا لواء العز يضم عدة كتائب منتشرة في عموم محافظة القنيطرة وهذا التنظيم ينسق عملياته مع غرفة الموك.

https://www.youtube.com/watch?v=9FXP4CuBgBc

https://www.youtube.com/watch?v=c7y6V-kjrNI

عموما غالبية الفصائل التي تعمل في القنيطرة هي تعمل ايضا في محافظة درعا ضمن الجبهة الجنوبية التي تتلقى دعما ماليا عام من قبل غرفة الموك، ولكن بتاريخ الاول من ايلول 2016، ونتيجة معلومات دقيقة تفيد بتلاعب الكتائب بأعداد المقاتلين والاتفاقات العسكرية قامت غرفة الموك بتخفيض الدعم المالي لهذه الكتائب بنسبة تقارب 60%. وابرز اسماء الفصائل المنطوية ضمن الجبهة الجنوبية هي جبهة ثوار سوريا وجيش اليرموك وفرقة شباب السنة وفوج المدفعية الاول وجيش المعتز وألوية الفرقان، ويقدر العدد الاجمالي لعموم الفصائل على الجبهة الجنوبية بقرابة 20 الف مقاتل.

القوى السياسية المهيمنة:

مناطق النظام:

في هذه المناطق لم تتغير طبيعة لحياة السياسية باستثناء زيادة المظاهر المسلحة وانتشار الحواجز العسكرية وجرى تركيز الحواجز العسكرية عند مداخل المدن لمنع دخول المفخخات الى اي بلدة او مدينة. في الجانب التعليمي لم تتأثر المدارس واستمر اعطاء الدروس وفق المنهج الدراسي السوري الرسمي، ولكن خدمات الماء والكهرباء عانت من الضعف والكثير من الاسر باتت تسعى للاعتماد على مولدات طاقة كهربائية او شراء اجهزة تعمل على الطاقة الشمسية.

المجتمع المقيم في مناطق النظام هو خاضع وبشكل كامل للقرار المركزي في دمشق، كماهي حال كل المناطق لتابعة للنظام.

مناطق المعارضة:

هي مناطق يغيب عنها مجمل الخدمات ونستطيع توصيف الواقع الخدمي بالجوانب التالية:

1- الكهرباء: لا وجود للكهرباء واغلب السكان يستخدمون المولدات الكهربائية، او يستخدمون بطاريات السيارات لتوليد الكهرباء، والبعض منهم بات يجلب مصابيح قابلة للشحن عبر الطاقة الشمسية.

2- الماء: تمتاز عموم المحافظة بتوفر المياه الجوفية، ويتم نقل المياه عبر خزانات صغيرة تسمى “سيتير ماء” ولكن خلال عام 2016 ظهرت عدة حالات تسمم واصابات بالتيفوئيد مما يبين ان الية نقل المياه لا تراعي الشروط الصحية السليمة.

3- الصرف الصحي: الكثير من الاسر تلجأ لحفر جور صحية الى جانب منازلها، اما في مناطق المخيمات فالواقع سلبي جدا ويحتاج ترتيب خدمات كاملة لآلية الصرف الصحي.

4- التعليم: فرص التعليم اصبحت شبه نادرة ولا يوجد مدارس تقدم لخدمات التعليمية بشكل ميز، من هنا ممكن تقسيم الحالة التعليمية الى قسمين:

الاول: تعليم اسري يأتي من مبادرات الاهالي انفسهم لأبنائهم.

الثاني: تعليم من قبل المؤسسات الاسلامية الانسانية، واجمالا هذه المؤسسات لا تعتمد المنهج التعليمي الرسمي السوري انما تعمل على تعميم تعليم شرعي يوضح اسس الفكر الاسلامي مع اضافة بعض المواد التعليمية البسيطة. ويرجح اطراف يسارية من المعارضة ان كتل الاسلام السياسي تسعى لتأسيس بيئة حاضنة عبر الاستثمار بالتعليم.

في المقابل نرى اعلانا من قبل محمد الجهماني مدير التربية والتعليم في محافظة درعا “التابع للاتلاف والمجالس المحلية” في كانون الثاني 2016، إن مجلس محافظة درعا والقنيطرة يعلن فيه عن دمج مجلس الأكاديميين ومجلس التعليم، تحت مسمى “مجلس التعليم في محافظتي درعا والقنيطرة”، ولكن من خلال رصدنا لسوية التعليم في القنيطرة نرى هذا الاعلان بعيد تماما عن الواقع، فالعمل التعليمي لا يقوم على اسسس تنظيمية واضحة مما يحرم آلاف الطلاب من التعليم.

ينقسم المجتمع المعارض الى ثلاثة اقسام:

1- قسم رافض للنفوذ الاسلامي واغلبه من التيارات العلمانية واليسارية السابقة: وهذه الفئة تقسم لقسمين:

القسم الاول: كان تاريخيا معارض لنظام الاسد وهم باغلبهم من تيارات ماركسية او شيوعية سابقة وبحكم التكوين الاسري والعشائري للمنطقة لديهم تعاطف اجتماعي من قبل اقاربهم، حتى وان كان اقاربهم من اطراف متدينة.

القسم الثاني: قسم له ارتباطات اسرية مع شخصيات نافذة في حزب البعث او الاجهزة الامنية او الخارجية السورية، وبفعل كثافة القمع الذي تعرض له اهل الجنوب السوري، قرروا التمرد ضد النظام، وهذه الفئة لم تستطع التماهي مع التيارات الاسلامية السياسية التي غزت المنطقة مستفيدة من عسكرة الثورة السورية.

2- قسم اسلامي:

هذا القسم لم يكن له حاضنة شعبية كبيرة في عموم المنطقة الجنوبية، ولكنه وظف التدين الفطري عند الشعب السوري ليقبل وجوده كشريك مساهم بالمجتمع، مع تحول الثورة السلمية الى حالة عسكرية بدأت فرق الاسلام السياسي المختلفة بتشكيل كتائب عسكرية مختلفة ثم اسست جمعيات خيرية اسلامية مختلفة مستفيدة من الدعم الخليجي العام لها، وبظل غياب وجود دعم آخر استطاعت عموم حركات الاسلام السياسية المختلفة ان تكسب جمهورا واسعا لها، والسبب الرئيسي في هذا الامر الحاجة من قبل المواطنين وكثافة القصف الذي دمر امكانية الحياة المدنية داخل بعض المدن مما جعل جمهور بعضها مقتصر على المقاتلين واسرهم واقاربهم.

ويرى بعض اليساريين ان تنظيم “رابطة أهل حوران” الذي يهيمن على الحياة السياسية في عموم الجنوب السوري يستمد قوته الرئيسية من قبل حركات اسلامية سياسية مثل الاخوان المسلمين والتيار الوطني السوري، وكان من ابرز القياديين فيها ” مؤسس المدرسة السرورية الشيخ محمد سرور زين العابدين” الذي ساهم بتأسيسها عام 2012، وشخصيات اخرى مثل “خالد زين العابدين” الذي شغل منصب اول رئيس مجلس محافظة القنيطرة”، ومحمد المذيب “رئيس مجلس المحافظة الثاني”، عصمت العيسى “رئيس دار العدل”، يعقوب العمار “وزير الادارة المحلية في الحكومة المؤقتة”..

ايضا نشاط الحركة الاسلامية لم يقتصر على السلطة السياسية بل امتد نحو انشطة تعليمية تتمثل بالعديد من المعاهد التعليمية التي تدفع المجتمع لقبول حالة الاسلمة السياسية مستقبلا مثل معهد البشائر.

3- قسم ينحاز للأقوى:

هذا الفريق هو الاكبر في المجتمع السوري “يسميه السوريين الرماديين” وتحديدا في الجنوب السوري، وهو ما يبرر حركة النزوح البشرية الكبيرة من سوريا لعموم الدول المحيطة بسوريا. وفعليا نزح من عموم محافظات الجنوب السوري نحو الاردن ما يقارب 800 الف نازح مسجلين في الامم المتحدة، واكثر من 200 الف نازح آخر سعوا للدخول بسوق العمل الاردنيين او الاستئجار داخل المدن الاردنية. ايضا هناك حركة نزوح بشرية اخرى لمناطق نستطيع تصنيفها بانها “الاكثر امانا” مقابل نظيراتها من الجنوب السوري وعدد هذا النزوح تجاوز 300 الف نسمة في محافظة القنيطرة وحدها. طبعا جهور هذه الفئة يبحث عن الحياة فقط وهو لا يتردد بالدعم الشفهي لاي طرف يقدم له خدمات حتى وان لم يكن على قناعة كاملة بعمله، فظروف الحياة القاسية وانعدام فرص العمل جعلت الواقع المعيشي شبه مستحيل للمدنيين، كما ان قسم كبير من الاجنحة المسلحة باتت تقتات على حاجات المدنيين، وتحول بعض المسلحين الى تجار حروب وقسم اخر تحول الى لصوص يحترفون السرقة، من هنا يوجد فجوة كبيرة بين المدنيين والمسلحين ولكن هذه الفجوة لا يمكن تحويلها لثورة مضادة لان المدنيين غير مسلحين ولا يمتلكون دعما من اطراف اقليمية او دولية.

المنطقة الامنة في الجنوب:

كثر الحديث عن ضرورة اقامة مناطق امنة في سوريا، ولكن تلك الفكرة لم تلقى احتضانا دوليا رغم المساعي التركية الكبيرة لها منذ عام 2012، ايضا اشيع عن امكانية اقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري بدعم اردني- اميركي، ولكن الجانب الاردني رسميا رفض هذه الفكرة في اكثر من مناسبة، والجانب الاسرائيلي تجاهلها واقتصرت مشاركته بالملف السوري باستهداف الاسلحة السورية التي من الممكن ان يستفيد منها تنظيم حزب الله ، كما نفذ بعض عمليات الاغتيال بحق مقاتلين من هذا التنظيم “المدرج على قوائم الارهاب الاميركية بجناحه العسكري”.

وطبعا كلا الطرفيين الاسرائيلي والاردني ساهما بتوفير العلاج لعدد كبير من الجرحى والمصابين، ولكنهما رفضا ان يكونان طرفا رئيسيا في صياغة شكل الدولة السورية كما تسعى له تركيا وبشكل واضح عبر تصريحات رئيس الوزراء التركي “عبد الله اردوغان”.

المنظمات المدنية:

الكثير من الهيئات المدنية السورية المعارضة طالبت بضرورة اقامة منطقة آمنة، وحمل هذا الطلب من قبل الاتلاف الوطني السوري لعديد من سفارات مجموعة “اصدقاء سوريا” ولكن هذا الطلب تم تجاهله، اما المنظمات الدولية وتلك العاملة بمجال الاغاثة لم تنجر للدخول بهذا الامر واقتصر اهتمامها ضمن البرامج الاغاثية والانسانية التي تحتاجها المجتمعات المحلية في الجنوب.

الاستثناء الوحيد جاء من منظمة “آماليا” وهي منظمة اميركية اعلنت وبوضوح انها لن تدخر جهدا لمحاولة اقناع الاطراف الدولية والاقليمية ضرورة اقامة منطقة آمنة في الجنوب السوري، وحددت لذلك خطة تعتمد اقامة هذه المنطقة على عدة مراحل مبتدأه بذلك من منطقة قوات الفصل الاممية في الجولان نحو الداخل السوري، بحيث تقوم بترميم المدارس والبنى التحتية بشكل تدريجي يؤمن الخدمات الرئيسية للمواطنين وما ان يتم توسع هذه المنطقة حتى يتم جلب النازحين اليها من المخيمات التي لا تراعي الشروط الصحية والانسانية، والسعي لتوفير قنوات دعم مالية واجتماعية ونفسية للمواطنين.

الخلاصة:

الواقع الديموغرافي في الجنوب السوري رغم تعقيداته الا انه اكثر امانا للمدنيين مقاربة بالشمال السوري، حيث تساهم الخصوصية العشائرية والاسرية في امكانية تحقيق حالة امان اجتماعية نسبية ممكن البناء على اساسها في حماية حياة المدنيين، ولكن هذا الامر لن يتم بدون تعاون اسرائيلي- اردني- روسي، ومن الهام وجود وسيط مقبول من كل الاطراف للدفع نحو زيادة الامان للمدنيين، ولا ندري ان كانت منظمة أماليا قادرة على اداء هذا لدور، ولكن بالتأكيد المدنيين السوريين بحاجة لمنطقة آمنة وهذا ما سنوضحه بدراستنا القادمة حول “استراتيجيات المنطقة الامنة في الجنوب السوري”.

المادة باللغة الانكليزية: